كانت العمليات التي ينفذها الثوار الجزائريون في تصاعد .. وكانت الخسائر في الأرواح بين الفرنسيين تتزايد منذ العام أربعة وخمسين تسعمائة وألف .. وكان المقاومون الجزائريون يركزون على العاصمة .. وتطورت الأوضاع إلى ما سيحتفظ به التاريح تحت اسم معركة الجزائر .. لم تحقق الوسائل العسكرية مبتغى السلطات الفرنسية .. وظهر في المشهد من كانت له مقاربة مختلفة في التعاطي مع تلك التطورات الميدانية ..

في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كان المشهد الدولي موسوما بصراعات متعددة .. أغلبها يحيل على الحرب الباردة .. كانت هوية المخابرات الأمريكية قد اكتملت .. ولعل القائمين عليها وجدوا في المواجهة بين الغرب والشرق ما يبرر كثيرا من المخططات والعمليات ..على مدى ثمانية أعوام ، حتى العام الأول من ولاية الرئيس ( جون فيتزجيرالد كينيدي ) كان على رأس ال(سي آي إي ) واحد من أقدم وجوه الإستخبارات الأمريكية .. إسمه(آلن دولاس) .

قبل أن تبلغ العشرين، كانت (أماراليس فوكس) مرشحة لتكون من بين عملاء المخابرات المركزية الأمريكية ..لعل الذين كان موكولا إليهم استقطاب ُ عملاء من بين الشباب رصدوا لدى تلك الشابة ما يؤهلها للإنضمام إلى الCIA .. كانت ابنة رجل يعمل في الاقتصاد وامرأة بريطانية عملت في التمثيل .. ولكن حوادث أثرت فيها عميقا جعلتها توجد حيث كانت يوم وافقت على الإلتحاق بالمخابرات المركزية الأمريكية.

عمل (أوليغ كالوغين) في المخابرات السوفياتية، الكا جي بي، على مدى أربعة عقود .. تولى مهامه الأولى في الولايات المتحدة .. ومكّن من اختراق المنظومات الأمنية والعسكرية الأمريكية وجنّد من داخلها ضباطا ومهندسين كانوا مصدر معلومات شديدة الأهمية .. كان شيوعيا راسخ العقيدة .. ولكن عقيدته تلك إهتزت وخبت جذوتها لمّا أصابه الإحباط من توجهات رؤسائه في موسكو ..

أمضى (فيليب آجي) عشرة أعوام عميلا للمخابرات المركزية الأمريكية .. كان متنقلا بين عدد من أقطار أمريكا اللاتينية لتنفيذ مهام استخباراتية محددة .. وكان الكثير من أقطار المنطقة يشهد غليانا إجتماعيا واضحا .. ثم إنه قرر الإستقالة .. وطرحت تساؤلات كثيرة حول الدوافع الحقيقية لاستقالته .. بضع سنوات بعد ذلك ، أصدر كتابا بعنوان ( يوميات عميل سري ) ضمنه الكثير من المعلومات التي لم يكن يراد لها أن تخرج إلى العلن .

في الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت طرفا رئيسا في الحرب الباردة، كثيرون هم الجواسيس الذين كانوا في خدمة الإتحاد السوفياتي وحلفائه والذين اكتشفوا وشُلّ نشاطهم .. من هؤلاء الجواسيس أجانب وآخرون أمريكيون .. كان هؤلاء الجواسيس ممن وضع لهم غطاء ديبلوماسي أو من بين رجال التجارة والصناعة .. في مطلع القرن الحالي، إكتشف الأمريكيون جاسوسة أمريكية تعمل لحساب نظام فيدل كاسترو في كوبا .. وكانت تعمل في جهاز مخابرات وزارة الدفاع ال .DIAوصارت خبيرة متميزة في الشأن الكوبي .. وتطلب اكتشافها تحريات إستغرقت عدة أعوام ..

على مدى خمسة عشر عاما، تمكنت المخابرات السوفياتية، ال (كاجي بي) من الحصول على معلومات وأسرار أمنية أمريكية .. كانت تلك المعلومات تسريبات من داخل أجهزة مكتب التحقيقات الفيدرالي؛ ال FBI .. أجريت عدة تحريات وتحقيقات دون الوصول إلى الجاسوس الكامن في تلك الأجهزة الذي تسبب في أضرار جسيمة لمنظومة التجسس الأمريكية ..

قبيل وخلال الحرب العالمية الأولى ، تكثفت عمليات التجسس عبر مختلف البلدان التي دخلت تلك الحرب التي ستظل الأكثر فتكا وتدميرا .. وكان من أطراف هذه الحرب الدولة العثمانية والإمبراطورية الألمانية اللتين تحالفتا في مواجهة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا .. ومن قصص التجسس التي ارتبطت بتلك الفترة قصة جاسوسة تركية شابة إسمها Despina.

كان ( أرنيه تريهولت ) شابا نرويجيا دخل السياسة في سن مبكّرة . وترقى في هياكل الحزب العمالي .. ومن ثمّ تقلد عدة مهام رفيعة في وزارة التجارة وفي وزارة الخارجية .. وكان مستشارا سياسيا في البعثة النرويجية لدى الأمم المتحدة .. كثيرون من مجايليه حلموا بمسار سياسي ومهني مثل مساره هو .. كان محط إعجاب ثم .. فجأة أسقط عنه القناع .

في العام اثنين وعشرين وألفين، أحدثت معلومات مصدرها أرشيف المخابرات التشيكوسلوفاكية صدمة في فرنسا .. في تلك المعلومات أن واحدا من ألمع الصحفيين في (لو كانار أونشينيه ) إشتغل عميلا لمخابرات (براغ ) .. كشفت الوثائق أن من يسمى Pipa في أرشيف ال(STB ) سرب الكثير من المعلومات شديدة الخطورة .

في سجلات المخابرات الرومانية، السيكوريتات، التي كانت تضبط كل إيقاعات الحياة في زمن الديكتاتور (نيكولاي تشاوسيسكو) ، كان العميل Matei Pavel Haiducu إستثنائيا .. تمكن من التغلغل في المجتمع الفرنسي وإمداد المخابرات الرومانية بمعلومات قيمة وخطيرة عن الصناعات الفرنسية ومنها الصناعة النووية .. ثم حدث ما جعله يتمرد ويمتنع عن تنفيذ الأوامر.

في نفس بلدتهما التي كانت شاهدة على الفقر الذي عاشا فيه، هناك في محافظة المنوفية، إنتهت قصة الجاسوسين (رمزي الشبيني) و(سحر سلامة) .. على مدى نحو أربعة أعوام ظلا يمدان المخابرات الإسرائيلية بتقارير عن مصر؛ عن الحياة اليومية فيها ولكن بشكل خاص عن الجيش المصري...وقد حاول الجاسوسان أن يتخذا من الإضطرابات التي رافقت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتكثيف أنشطتهما التجسسية ظنّا منهما أن أجهزة المخابرات المصرية توجه كل طاقاتها صوب التطورات التي تتلاحق على المسرح الداخلي..

كان ( رمزي الشبيني ) يرى أن قدره الفقر . في الثامنة والأربعين ، هجر زوجته وطفلتيه . وبدأت لديه قصة حب جارف .. أغرم بامرأة شابة وقرر خطبتها .. لكنه تلقى الرفض وما لبث أن تبين له أن فقرة يحول بينه والتي هام بحبها ..كانت تحب المال وتطمح إلى الثراء ..ولعلها ، بلا قصد ، دفعته إلى أن يطرق باب خيانة الوطن يعرض نفسه ليكون جاسوسا لحساب المخابرات الإسرائيلة .

في الفترة التي سبقت مباشرة الزمن الكولنيالي، كثرت البعثات الإستكشافية التجسسية. كان المستكشفون من رجال الدين المسيحيين وكان منهم من يلبس ثياب العلماء والأطباء. وراء مهمّاتهم، جميعا، غايات وأهداف إستعمارية توسعية .. في مستهل القرن الثامن عشر، بعد الثورة الصناعية في أوروبا، كثرت الأطماع في البلدان الآسيوية والإفريقية الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية .. كذلك مهدت فرنسا لاحتلال الجزائر وأرسلت ضابطا من قواتها في مهمة جمع المعلومات حول الإنسان والمجال. كان الزمن زمن حكم الدّايات في الجزائر.

في تاريخ العمل الإستخباراتي أسماء بالكاد تلامسها أضواء الاهتمام. هناك أشخاص قاموا بما يكافيء إلى حد كبير الفعل العسكري في الحروب. كانت (Edith Cavell) من أسماء الحرب العالمية الأولى .. ساهمت في بناء شبكة لمقاومة الاحتلال الألماني لبلجيكا .. كانت عميلة للمخابرات البريطانية ولكنها جعلت كل جهودها في سبيل المقاومة .. وتمكنت، مع أخريات وآخرين، من تهريب ألف وخمسمائة جندي من البريطانيين والفرنسيين من بلجيكا.

إلتحق (Vladimir Vetrov) بالمخابرات السوفياتية، ال(كا جي بي ) باختيار منه . تم تدريبه .. كان أكثر ما يتمناه عملاء المخابرات السوفيات أن يتم إرسالهم للعمل في العواصم الأوروبية. هناك كانوا يحيون حياة الغربيين ويذوقون من ملذّاتها ويتمتعون بهوامش الحرية الواسعة . تم تعيين (Vladimir Vetrov) في باريس تحت غطاء تنمية العلاقات التجارية بين الإتحاد السوفياتي وفرنسا .. هناك ذاق طعم حياة مختلف عن طعم الحياة في الإتحاد السوفياتي.

في العام تسعة وستين تسعمائة وألف، عامين بعد حرب العام سبعة وستين واحتلال صحراء سيناء المصرية، أعلنت إسرائيل أنها ستباشر، قريبا، أعمال حفر وتنقيب عن النفط في خليج السويس. كان في ذلك ما أثار غضب المصريين .. في سياق ذاك التوجه الإسرائيلي أعلن عن استئجار منصة عائمة للحفر .. وردّ المصريون بقرار صارم : يجب نسف الحفار .

في العام ثمانية وثمانين تسعمائة وألف، أعلن عن وفاة رجل مسن كان في العقد الثامن من عمره. لا يعرف جيرانه عنه الكثير إلا كونه مسيّر مكتبة ومحل لبيع الهدايا في كاراكاس.. كان إسبانيا ولذلك تمكن من أن يندمج بشكل كامل في محيطه الجديد. ولكن قصة الرجل أطول وأعمق من ذلك بكثير .. لقد أراد، وهو شاب دون الثلاثين، أن يفعل شيئا للإنسانية .. فصار جاسوسا للبريطانيين تميز بخياله الواسع في خداع النازيين.

كانت (كريستينا سكاربيك) سليلة عائلة بولندية أرستقراطية .. ولكن مخلفات الحرب العالمية الأولى وآثارها جرفت الثروة التي كانت لتلك العائلة .. واضطرت (كريستينا) إلى العمل. ثم جاءت قواتُ ألمانيا النازيةِ غازية ً.. إضطرت إلى الرحيل عن (بولندا). إنتهى بها المطاف في لندن تعرض ما تستطيع تقديمه من أجل مقاومة الاحتلال النازي .. كذلك بدأ مسار (كريستينا) كجاسوسة من أشهر جاسوسات المخابرات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية.

كان (فيلفه) جاسوسا تعددت الجهات التي كان عميلا لها .. أبرزها، بل تلك التي عرفت، وبعد أن كان ضابطا في المخابرات النازية، عمل للبريطانيين والسوفيات واستفادت من خدماته المخابرات المركزية الأمريكية .. يوم سقط أسيرا في يد القوات البريطانية ، كانت صادمة الصراحة وعزة النفس التي رافقت إقراره بأنه نازي وبأنه عميل للمخابرات النازية .

كانت (فيرجينيا هال) من تلك النساء اللواتي تطوعن للحرب في أوروبا في مواجهة ألمانيا النازية .. كنّ متطوّعات وكنّ جاسوسات .. منهنّ من حملن السلاح وأخريات ضمّدن جراح المصابين. كانت حالة (فيرجينيا) ، الأمريكية ، متميزة . فقد كانت تعاني من إعاقة بعد أن فقدت إحدى ساقيها .. لفترة، في مدينة (ليون) الفرنسية، كانت أكبر ضالة لل(غيستابو)، الشرطة السياسية النازية.

على مدى سنين طويلة، لاحقت إسرائيل، واغتالت، قياديين فلسطينيين في سياق حرب، لم تنته، غايتها إنهاء العمل الفلسطيني المسلح. وتسخّر إسرائيل في تلك الملاحقات أجهزة استخباراتها المختلفة، العسكرية والمدنية وتعتمد في استقاء أخبار المستهدفين على مخبرين وعملاء زرعتهم في العديد من البلدان في المحيط المباشر للأهداف التي تسعى إلى تصفيتها. القصة التي نتناولها اليوم تعود بنا إلى تونس التي كانت مسرح واحدة من عمليات الإغتيال السياسي التي نفذتها إسرائيل.

في الفاتح من أكتوبر من العام خمسة وثمانين تسعمائة وألف، دخلت المجال الجوي التونسي عشر طائرات حربية إسرائيلية وتوجهت إلى (حمام الشط) على بعد خمسة وعشرين كيلومترا إلى الجنوب من تونس العاصمة. في دقائق، ألقت الطائرات الإسرائيلية بقنابل تزن أطنانا ودمرت عدة بنايات كانت تأوي مقار قيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية. إستعانت إسرائيل بجواسيس زرعتهم في تونس وأيضا بخدمات الجاسوس الأمريكي (جونثان بولارد).

في العام ثلاثة تسعين تسعمائة وألف، شَكَت القيادة الفلسطينية تسريبات من مكاتبها الرئيسة في تونس .. كان صادما كمّ المعلومات التي تتسرب ودقّتها. وتسببت تلك التسريبات في إفشال خطط فلسطينية كثيرة من بينها خطة كانت تتغيى الثأر لدم (خليل الوزير – أبو جهاد) باغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق شامير ووزير دفاعه (أرييل شارون). كان الجاسوس فلسطينيا؛ إطارا إداريا رفيعا في المكاتب المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

في مدينة خوست الأفغانية، في القاعدة الأمريكية هناك، وقع، في الخامس والعشرين من ديسمبر من العام تسعة وألفين، إنفجارٌ ضخم خلف سبعة قتلى من بينهم رجال مخابرات أمريكية وأردنية. كانت عملية إنتحارية جسّدت فشلا إستخباراتيا غير مسبوق إن لدى الأردنيين أو الأمريكيين. الجانبان حليفان في محاربة التطرف. وفي هذا المجال يتم الإرتكاز بشكل أساسي على العمل الإستخباراتي .. وكانت المنطقة القبلية، في وزيرستان، شمال باكستان، إحدى الساحات التي تعجّ بالجماعات المسلحة المصنّفة متطرفة وإرهابية.

في العام تسعة وثمانين تسعمائة وألف، ألقت السلطات العراقية القبض على (فرزاد بازوفت)، وهو صحفي بريطاني من أصل إيراني. إتهمته بالتجسس، أدين، وتم التعجيل بتنفيذ حكم الإعدام الذي صدر في حقه. هل كان حقّا جاسوسا يعمل لحساب إسرائيل؟ ظل السؤال مطروحا في قضية تحيط بها مناطق ظل كثيرة. في هذه القصة يتقاطع الفعل الصحفي الإستقصائي مع ما يشبه إلى حد بعيد الفعل التجسسي .

في العام ستة وثمانين تسعمائة وألف ، إحتد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وليبيا .. كان امتدادا لاعتبار ليبيا خليج ( سرت ) كاملا تحت السيادة الليبية .. ثم بدأ تتسارع وتيرة التصعيد .. واتهم نظام امعمر القذافي بالوقوف وراء اعتداءات أصابت أمريكيين ومصالح أمريكية .. وبلغ التصعيد ذروته وأرسل الأمريكيون طائراتهم لضرب طرابلس وبنغازي .. أصابت القنابل باب العزيزية حيث كان القذافي يستقبل ضيوفه .

عملية (فردان) من بين أشهر الإغتيالات التي نفذتها إسرائيل مستهدفة القيادات الفلسطينية. في صيف العام ثلاثة وسبعين تسعمائة وألف كان ثلاثة من القادة الفلسطينيين مستهدفين. (كمال عدوان) و (كمال ناصر) و(أبو يوسف النجار) .. ثلاثتهم قتلوا في عملية لكومندو إسرائيلي مهدت لتنفيذها عميلة للمخابرات الإسرائيلية أرسلت إلى لبنان. كانت تدّعي أنها جاءت لإعداد شريط وثائقي حول امرأة تعيش بين لبنان وسوريا.

على مدى نحو عقد كامل من الزمن، ظل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن متواريا عن الأنظار .. كانت المخابرات المركزية الأمريكية تجِدُّ في طلبه ورصدت جائزة مالية قيمتها خمسة وعشرون مليون دولار لمن يدلّ عليه. في الآن نفسه كان كثيرون ممّن كانوا في حكم المقربين من أسامة بن لادن، من المعتقلين في غوانتانامو، يُخضعون للإستنطاق وكان هناك من لفظ أسماء أشخاص منهم من قد يدلّ على مخبأ بن لادن. كان العمل الإستخباراتي مكثفا في أفغانستان وأيضا في باكستان خاصّة بعد أن صار شبه مؤكد لدى الأمريكيين أن بن لادن إلتجأ إلى هناك .

ما بعد تفجير سفينة (Rainbow Warrior) في ميناء (أوكلاند) في نيوزيلاندا تركيز على عميلين فرنسيين هما الكابتين (Dominique Prieur) والكوماندان (Alain mafart). إختزلت محاكمة هذين العميلين جوانب عديدة من الأزمة التي اجتازتها العلاقات بين فرنسا ونيوزيلاندا بسبب تلك العملية، التي أطلقت عليها المخابرات الفرنسية "العملية الشيطانية "..كشف الإعلام، الفرنسي خاصة ، هويات كثير من العملاء الذين ساهموا في نسف سفينة منظمة Greenpeace ومنهم العميلان Prieur و Mafart وكان ذلك بمثابة نقطة النهاية في مسارهما كعميلين سرِّيَيْن .

في العام ستين تسعمائة وألف كانت المخابرات المصرية قد أكملت تدريب وتكوين جاسوس خططت لزرعه في إسرائيل. كان مصريا من عائلة أرمنية يتحدث عدة لغات ويهوى التصوير الفوتوغرافي. كان الهدف أن يُزرع هذا الجاسوس في الجيش الإسرائيلي ليأتي بمعلومات عن أسراره ومنشآته. بدأ الجاسوس (يتسحاق كاوتشك) طريقه إلى إسرائيل منطلقا من البرازيل.

في مستهل ثمانينيات القرن الماضي، كثّفت منظمة ُالسلام الأخضر؛ Greenpeace، نشاطها في محيط Moruroa في بولينيزيا الفرنسية جنوب المحيط الهادي. كانت الغايةُ من ذلك الإحتجاجُ ولكن أيضا عرقلةُ التجارب النووية الفرنسية. قررت فرنسا التحرك لإنهاء المظاهرات الإحتجاجية لمنظمة Greenpeace .. ووُضعت خطة تشلّ سفينة Rainbow Warrior التي كانت تتخذها منظمة السلام الأخضر مقرّاً لقيادتها .. كانت عمليةً إستخباراتية إعتُمد فيه أكثر الخيارات راديكالية .

عملية الإنزال الجوي والبحري التي قام بها الحلفاء في العام أربعة وأربعين تسعمائة وألف على ساحل النورمادي الفرنسية، كانت أولى العمليات العسكرية التي أفضت إلى حسم الحرب العالمية الثانية وهزيمة قوات ألمانيا النازية .. تمكنت مخابرات الحلفاء من تضليل المخابرات الألمانية وعملائها وجعلت قادة القوات النازية يتوقعون هجوما للحلفاء يأتي من جنوب فرنسا أو من النقطة الأضيق في بحر المانش .. ولكنهم أخطأوا في كل حساباتهم.

بحماس كبير، إندفعت (نانسي ويك) إلى أحضان المقاومة الفرنسية بعد استسلام فرنسا واحتلالها من قبل قوات ألمانيا النازية . كان دافعها ما شاهدته من تعذيب يتعرض له اليهود على يد النازيين في برلين وفي ( فيينا ) إلى حيث سافرت قبيل الحرب العالمية الثانية في واحدة من أولى مهمّاتها كصحفية .. إعتقل النازيون زوجها وقتل تحت التعذيب ولم تعلم بذلك إلا بعد نهاية الحرب. كانت حاسمة عدة مهام قامت بها في فرنسا بعد تجنيدها من قبل المخابرات البريطانية.

يحضر إسم Philippe Thyraud de Vosjoli في كثير من قصص الجواسيس المدوّية ومنها القضية المعروفة بقضية (ماطريل).. تلك التي فجّرها عقيد المخابرات السوفياتية (Anatoli Golitsyne) بعد هروبه إلى الولايات المتحدة الأمريكية والذي تحدث عن اختراق ال (كا جي بي) للمحيط المباشر للرئيس الفرنسي (شارل دوغول) ولإدارة المخابرات الفرنسية . كان (Thyraud de Vosjoli ) وقتها رجل المخابرات الفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية وكان يرى مصداقية لكل ما كشفه (Golitsyne ) ولكن رؤساءه كانوا لا يرون ما يراه .. كذلك بدأت أزمته مع باريس .

تمكنت المخابرات البريطانية، في مستهل ستينيات القرن الماضي من تجنيد ضابط رفيع المستوى من المخابرات السوفياتية؛ الكا جي بي . كان Oleg Gordievsky ناقما على الحياة في الإتحاد السوفياتي ولعل نقمته زادت لمّا عين ، قبل أن يلتحق بالكاجي بي ، في السفارة السوفياتية في ( كوبنهاغن ) . تجنيده كان مكسبا كبيرا للمخابرات البريطانية التي ، لمّا اعتقل في موسكو واستنطق ، كانت حاضرة لتهريبه إلى الخارج وإعادته إلى بريطانيا.

قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية، إرتفعت وتيرة العمليات الإستخباراتية .. وكان رجال المخابرات والجواسيس والعملاء يتدافعون في فضاءات تغشاها الظلال الكثيفة من أجل الظفر بمعلومات تصنع الفوارق وتمنح هذه الجهة أو تلك قصب السبق في المجالات المختلفة .. وخلال تلك الفترة برزت أسماء عديدة لجاسوسات وجواسيس مكّنوا من تحقيق ما كان ، أحيانا ، من قبيل المستحيل .. من الجاسوسات اللواتي نلن شهرة واسعة، العميلة (أورسولا كوتشينسكي) التي اشتهرت أكثر باسم (صونيا).

ظلت ( شولاميت كوهين شيشيك) تتجسس على لبنان منذ العام سبعة وأربعين وحتى العام واحد وستين تسعمائة وألف .. وكانت، إلى ذلك، تتولى تهريب اليهود إلى أرض فلسطين .. هربت المئات منهم عبر الحدود اللبنانية .. وضعت لنفسها إطارا صالونا للفن والموسيقى لتبعد عنها شبهة التجسس. ولم يتم اكتشافها إلا عن طريق الصدفة.

كانت عملية الشعلة التي نفّذها الحلفاء في شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، أول عملية إنزال برمائي كبرى في هذه الحرب .. كان الهدف البلدان التي كانت تحت سيطرة الحكومة الفرنسية المتواطئة مع النازيين؛ حكومة (فيشي) .. لم يكن إنجاز هذه العملية العسكرية النوعية ممكنا لولا العمل الإستخباراتي الحثيث والناجح الذي قام به رجال من الظل ؛ منهم ، بل أبرزهم ، رجل الإستخبارات البولندي (سلوفيكوفسكي) الذي اشتهر ب( ريغور ) والذي كثيرا ما وصف بالجاسوس الذي طواه النسيان.

نشأت ( ميليتا نور وود) في أسرة شيوعية .. ومن محيطها الأسري تشبعت بالشيوعية .. كانت ، منذ صباها ، ترى والدها يترجم رسائل ومقالات الزعماء السياسيين السوفيات وكتبهم إلى الإنجليزية .. لما بلغت العشرين ، إنتقلت إلى لندن ووجدت وظيفة سكرتيرة في جمعية الأبحاث الخاصة بالمعادن غير الحديدية وهي المؤسسة التي كانت تتخذ غطاء لكل الأبحاث العلمية التي كانت تهدف إلى تمكين بريطانيا من امتلاك القنبلة الذرية .. على مدى أربعين عاما ، نقلت (ميليتا ) الكثير من المعلومات إلى السوفيات حول تلك الأبحاث مرحلة بمرحلة ..

خلال الحرب العالمية الثانية، جنّدت المخابرات الألمانية في أنقرة خادما لدى السفير البريطاني .. كان يهوى التصوير ويصور كل ما يقع عليه من وثائق سرية كان السفير يحملها إلى سكنه للإطلاع عليها بعيدا عن أجواء المكتب .. هذا الجاسوس إسمه (إلييسا بازنا) ومنحه الألمان إسم ( شيشرو ) .كان تركيّا من أصول ألبانية .

كان ( أوليغ بنكوفسكي ) عقيدا في لمخابرات العسكرية السوفياتية .. من سجلّه، يستفاد أنه كان ضابطا مميّزا .. ومع ذلك، فجأة، في العام ستين تسعمائة وألف، سعى إلى الإتصال بالمخابرات المركزية الأمريكية CIA .. وتمكن من ذلك وصار لدى الأمريكيين الجاسوس ( Hero ) .. البطل .

كان (كيم فيلبي) جاسوسا إبن جاسوس .. وكان أحد ما يعرف بخماسي (كامبريدج) . تحول من رجل من المخابرات البريطانية MI 6 إلى عميل للمخابرات السوفياتية كاجي بي ..واستطاع على مدى مساره أن ينقل إلى السوفيات الكثير من المعلومات التي همّت مجالات مختلفة .. لعب أدواره حتى النهاية.. حتى بعد أن جاء عملاء سوفيات من الهاربين إلى الغرب بما يفيد بعمالته للمخابرات السوفياتية ..كان ما جيء به من قبيل الظنون والشكوك ولم يكن هناك دليل ملموس يدينه.

كانت ( غيرترود بيل) سليلة عائلة بريطانية ثرية ونافذة .. درست التاريخ وتخصصت في التاريخ المعاصر .. كانت تحب السفر. طافت العالم مرّتين .. إطلاعها الواسع على الحياة وتوثيقها لمظاهرها في كل الأمكنة التي مرت منها، جعل المخابرات البريطانية تلجأ إليها لتحليل المعطيات .. وكان أبرز ما قامت به في الشرق الأوسط وفي العراق على وجه التحديد. خلال الحرب العالمية الأولى، صارت، رسميا، تعمل للمخابرات البريطانية من خلال التحاقها بما كان يعرف بالمكتب العربي.

قيل إنه كان أكبر جاسوس في القرن العشرين ؛ على الأقل خلال فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها .. كان جاسوسا للاتحاد السوفياتي وكان يرى في عمالته انسجاما مع قناعاته الشيوعية .. خلال سنوات، عمل في ألمانيا وفي الصين ثم في اليابان، وفّر الجاسوس ريتشارد سورج لموسكو معلومات كانت دقيقة حصل عليها من مصادر تدور في فلك أصحاب القرار في اليابان ..

لجأت المخابرات البلغارية، على عهد (تودور ريجكوف) ، إلى تسخير تقنيات جديدة للتخلص من المعارضين .. في الداخل كانت أسوار السجون تجعلهم يصمتون ومن أصر على الصراخ يتم إسكاته إلى الأبد .. في أواخر السبعينات، بدا المنشقون عن النظام يتقوّون في العواصم الغربية حيث منحوا اللجوء السياسي ومنابر لمهاجمة النظام الشيوعي في صوفيا .. هؤلاء سعت المخابرات البلغارية إلى تصفيتهم بوسائل قتل لم تكن معروفة.

لم يفلح – نايف ) في الدراسة ..ولم تكن تجارة أبيه ، بائع الملابس الرخيصة ، لتدرّ عليها ما يكفيه للتخلص من دائرة الفقر .. عمل موزعا للبريد .. ولم يكن حاله بأحسن مما كان .. وقع في حبّ فاطمة ولكن والدها رفض تزويجه إياها بسبب فقره .. بعدها لم يعد مترددا في القيام بكل ما يضعه على طريق الإثراء .. لعله حاله استوقف عيونا كانت تراقب ما يجري في ذلك الجزء من الجنوب اللبناني.

كان الهجوم الياباني على (بور هاربور) في العام واحد وأربعين تسعمائة وألف ما أدخل الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية .. كان الأمريكيون يراهنون على الوقت للإنتقام من اليابان .. ولمّا دخلوا الحرب، لم يكتفوا باستعمال القوة المسلحة بل – بموازاة مع الحرب الساخنة – سخروا مخابراتهم في مهمة رئيسة تتمثل في تحطيم معنويات اليابانيين عسكريين وغير عسكريين .. كانت ( إلزابيت ماكينطوش ) ، ذات التكوين الصحفي ، من النساء القليلات اللواتي تم إلحاقهن بمكتب المصالح الإستراتتيجية وهو الجهاز الإستخباراتي الذي تولى حرب التضليل ..

تمكن (ليون روش) من اختراق صفوف المقاومة الجزائرية للغزو الفرنسي وصار من المقربين إلى الأمير عبد القادر .. إدّعى الإسلام وأبعد عنه بعض الشبهات .. ثم إنه سعى إلى تذييلٍ بإمضاءات كبار علماء المسلمين ، لفتوى كان من بين من صاغوها تبيح للجزائريين القبول بالعيش تحت الاحتلال الفرنسي وتشجعهم على التخلي عن الجهاد ..

لم يتحقق ل (كيم هيون ) ، الطفلة الكورية الشمالية ، حلمها بأن تصبح نجمة سينمائية .. كانت المخابرات في انتظارها ما أن أتمّت دراستها الثانوية .. وعلى مدى سبعة أعوام أخضعت لتدريب مكثفة وعّلّمت اللغتين الصينية واليابانية وكثيرا من تقاليد الصينيين واليابانيين .. كانت المخابرات الكورية الشمالية تعدّها لعملية دامية.

كان جورج بلاك من أواخر من ظلوا على قيد الحياة من جواسيس الحرب الباردة ولعله كان آخر أشهر جواسيس تلك الحقبة .. في الإتحاد السوفياتي ، كان الجميع ينحنون له .. لقد كان الجاسوس البريطاني الذي خان مئات من عملاء المخابرات البريطانية في المعسكر الشرقي وكشف وجوههم .

في أواخر الخمسينيات، وأوائل ستينيات القرن العشرين، حصلت دول إفريقية عديدة على الإستقلال .. وتميزت تلك الفترة برحيل القوى الإستعمارية الأوروبية .. كان الزمن زمن الحرب الباردة ورأى الأمريكيون أن عليهم أن يجدوا لأنفسهم ومصالحهم مكانا في هذه القارة الغنية بمواردها الطبيعية .. ولتثبيت أقدامهم هناك، كان على المخابرات المركزية CIA أن تمهد الطريق وتعدّ الأرضيات.

في قصص الجواسيس ما يشكل حالات إستثنائية .. هوتصنيف يحدده ما يبقى في الذاكرة من أعمال أولئك الجواسيس والعملاء من نتائج وآثار .. من تلك الحالات الإستثنائية ، حالة ( ويليام ستيفنسون ) الذي جمع بين الإختراع والتجارة والأعمال والفعل الإستخباراتي الذي كان ذا تأثير في كثير من ماجريات الحرب العالمية الثانية ..

بعيد حرب يونية سبعة وستين تسعمائة وألف ، كان قد اكتمل بناء شبكة من الجواسيس الذين يعملون لحساب المخابرات الإسرائيلية ؛ الموساد . كانت من أخطر شبكات التجسس في المنطقة وكان نشاطها يتجاوز حدود العراق ليمتد إلى أقطار خليجية ..

في مايو من العام أربعة وسبعين تسعمائة وألف ، قدم المستشار الألماني فيلي براندت إستقالته من منصبه .. لم تكن منتظرة تلك الإستقالة ولكن اكتشاف جاسوس لألمانيا الشرقية في ديوان المستشار دفعه إلى التنحي .. مثير للدهشة والإستغراب الطريق الذي سلكه الجاسوس الألماني لبلوغ الدائرة الضيقة من حول مستشار ألمانيا الفيدرالية .

فجأة هرب الجاسوس السوفياتي (أناطولي غوليتسين) إلى الغرب .. تلقفته المخابرات الأمريكية وتلقت منه معلومات كشفت الكثير عن تغلغل ال( كاجي بي ) في الإدارات الأمريكية وفي حلف شمال الأطلسي وفي فرنسا حيث كان في مكتب الرئيس شارل دوغول جاسوس يعنمل لحساب الإتحاد السوفياتي .

كان ( منير روفا ) ضابطا طيارا في سلاح الجو العراقي .. وكان من بين الطيارين الذين تدربوا في الإتحاد السوفياتي على قيادة طائرة ال( ميغ واحد وعشرين ) التي كانت ، مستهل ستينيات القرن الماضي ، من أحدث الطائرات الحربية .. كان الأمريكيون وحلفاؤهم يسعون إلى الحصول على واحدة من تلك الطائرات لإخضاعها لتشريح دقيق ..دخل الإسرائيليون على الخط وتم الإمساك بال(ميغ واحد وعشرين).

في العام ألفين ، إنتقل ( دونالد هيثفيلد ) وزوجته ( تريسي فولي ) إلى الولايات المتحدة الأمريكية .. كانا يحملان الهوية الكندية بل إن ( دونالد) ، حسب الوثائق التي معه ، إبن ديبلوماسي كندي خلال ستينيات القرن الماضي .. على مدى عشرين عاما ، أو أكثر ، ظل الزوجان يتجسسان لحساب الإتحاد السوفياتي ثم روسيا ..

في العام ثلاثة وألفين ، بعد الغزو الأمريكي للعراق ، وسقوط بغداد وحكم صدام حسين ، أجهزة مخابرات كثيرة عززت حضورها في العراق ..من تلك الأجهزة المخابرات الإسبانية التي تلقت ، هناك ، ضربة لم تتلقّ مثلها من قبل ..

من حكايات الجواسيس الأكثر غموضا أثناء الحرب العالمية الأولى ، قصة الراقصة ( ماتا هاري ) .. هولندية سطع نجمها في باريس .. سعى الفرنسيون والألمان إلى تجنيدها .. لم يكن دافعها وطنيا ولكن ما كان يهمّها ما تحصل عليه من مال .. لم تتقن اللعبة ودفعت ثمن ذلك .

كثيرون هم الجواسيس الذين ينتهون في ظلالهم تلك التي كانوا يتوارون في ثناياها وهم ينفذون المهمات والمؤامرات وعمليات التخريب وكل ما يؤمرون بالقيام به .. من أولئك الجواسيس ، جاسوس إسرائيلي يدعى ( مسعود بوتون ) استطاع ، قبل ( إيلي كوهن ) ، أن يخترق المجتمعين السوري واللبناني ..

إيلي كوهن ، من أخطر الجواسيس الذين تمكنت المخابرات الإسرائيلية من زرعهم في عاصمة عربية ..تقمص شخصية رجل أعمال سوري من الأرجنتين .. واستطاع التوغل في أوساط السياسيين والعسكريين السوريين وبلغ مستويات عليا وتمكن من تزويد إسرائيل بمعلومات شديدة الحساسية والخطورة .

كان( أ ألدريش أيمس) الأمريكي ، ضابطا في المخابرات المركزية الأمريكية سي آي إي .. إلتحق بها لأنه عشق المهنة التي كانت مهنة أبيه وأمه أيضا .. أمضى سنوات وفيا لأمريكا ثم ، فجأة ، حدثت تحولات كبرى في حياته وانقلب عميلا مزدوجا تسببت المعلومات التي نقلها للسوفيات في خسائر جسيمة للمخابرات الأمريكية..

كان ( فام تشوان أن ) صحفيا فييتناميا .. تلقى تدريبا وتكوينا في الولايات المتحدة الأمريكية ثم عاد إلى فييتنام مراسلا لوسائل إعلام أمريكية ... على مدى سنوات طويلة ، لم يتفطّن أحد إلى أن ذلك الرجل الذي يبدو وديعا إنما هو جاسوس خطير .

لم يكن في مسار ( نور النساء عنايت خان ) ما يبعث على توقع كل تلك التحولات التي تعاقب على حياة تلك الأميرة التي ينتهي نسبها إلى أحد سلاطين الهند في القرن الثامن عشر. نور النساء التي نشأت في بيت صوفي لم تقبل بالركون إلى كرسي المتفرج لما كان النازيون يحتلون البلدان الأوروبية ..

من أشهر عمليات التجسس التي تحتفظ بها السجلات المصرية، تلك التي تورط فيها أفراد عائلة كاملة هي عائلة إبراهيم شاهين وزوجته ( إنشراح) وأبناؤهما الثلاثة .. كانوا يسكنون العريش عندما احتلتها إسرائيل في العام سبعة وستين تسعمائة وألف ثم انتقلوا إلى القاهرة. كان نشاط هؤلاء الجواسيس يحيط بكل جوانب الحياة في مصر وكانوا مصدر معلومات هامة للإسرائيليين في ما قبل بين حربي العامين سبعة وستين وثلاثة وسبعين تسعمائة وألف.

في أواخر الخمسينيات، وبداية ستينيات القرن الماضي، كانت تتردد معلومات حول تطوير مصر برنامجا لصناعة الصواريخ بمساعدة علماء وخبراء ألمان ممن عملوا مع النازية هتلر .. كانت تلك المعلومات مقلقة في إسرائيل التي أرسلت إلى مصر جاسوسا مهمته جعل أولئك الخبراء يحسون بافتقاد الأمان ودفعهم مان ودفعهم لى الرحيل .. كان الجاسوس الذي أوكلت إليه تلك المهمة من الجواسيس المتمرسين: فولفغانغ لوتس.

في الولايات المتحدة الأمريكية ، بعيد الحرب العالمية الثانية ، التي طبعها استعمال القنبلة الذرية الأولى ضد اليابان ، تفطنت الأجهزة الأمنية إلى أن الإتحاد السوفياتي تمكن من نسج شبكة تجسس خطيرة داخل الولايات المتحدة الأمريةي وأن عمليات تجسس طالت الأبحاث النووية الأمريكية .. وكذلك بدأت حرب لإسقاط الأقنعة وإخراج الجواسيس من مخابئهم وكان الشيوعيون والتقدميون أول من استهدفتهم تلك الحرب.

دومينغو باديا ، إسباني من برشلونة .. كثير من جوانب حياته كان محاطا بغموض مريب .. جاء إلى المغرب في مستهل القرن التاسع عشر بهوية زائفة ..إختار لنفسه إسما علي باي ، إدّعى الإسلام والإنتساب إلى البيت النبوي .. حاول زرع الفتنة في وتهييء المناخ لاحتلاله من قبل إسبانيا .. بعد المغرب ، زار مكة وشارك في موسم الحج ..

شمس القرن التاسع عشر مالت إلى المغيب .. في أقصى جنوب القارة الإفريقية ، غاب السكان الأصليون عن القصة بينما يتصاع الوافدون على تلك البقع من الأرض .. وفي صراعهم الدامي وقعت مذابح ومجازر وامتلأت النفوس حنقا وغيظا .. الرغبة في الإنتقام جعلت (Fritz Duquesne Joubert ) يتحول إلى جندي في صفوف الجيش البريطاني ثم إلى عميل للمخابرات الألمانية .. عدة سفن بريطانية هوت إلى قاع البحار والمحيطات .. كان يجد مخرجا في كل مرة يتم اعتقاله وقد كبد بريطانيا خسارات كبرى ..

لم يعرف شيء عن الكثيرمن العمليات التي نفذها الجاسوس (هنري تينانت)..والراجح أنه ، في بداياته ضمن جواسيس ال( MI 6 ) كان يعمل في مكافحة التجسس وأنه أمضى فترة في ( لاهاي ) بهولندا مكلفا بمراقبة جواسيس الإتحاد السوفياتي .. جميع ملفاته ، تلك التي تتضمن تفاصيل ما قام به ، لا تزال في صندوقٍ مُحكمِ الإغلاق في أرشيف المخابرات الخارجية ال(MI 6 )..

كان ( هينريش لورينتس ) والد ( ماريتا ) ، قبطان الباخرة ( برلين ) التي كان الباخرة الألمانية الأولى تعبر المحيط الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية .. عشقت (ماريتا) مرافقته في رحلاته.. وكذلك كانت حاضرة لما رست باخرة والدها في (هافانا) .. يومها جاء ( فيدل كاسترو ) وعدد من رجاله لزيارة الباخرة ..وقعت في حبه منذ النظرة الأولى.

بعيد العام خمسة وسبعين تسعمائة وألف ، وبينما كان لبنان يغرق في الحرب الأهلية ، ظهر في بيروت رجل متشرد تغطي وجهه لحية كثة ويرتدي أسمالا قذرة وتصدر منه رائحة نتنة .. كان لا يتكلم ولكنه كان يحرص على التقرب من الأماكن حيث يلتقي التجار والمثقفون ولكن أيضا السياسيون والقادة الميدانيون في الحرب الأهلية.. إشتهر لدى البيروتيين بأبو الريش وبالمتسول الأخرس..

عرفت بأنها أشهر وأخطر جاسوسية جندتها المخابرات الإسرائيلية ؛ الموساد من النساء العربيات .. شابة جميلة من عائلة شركسية أردنية ثرية تعرفت ، خلال تنقلها إلى النمسا لمتابعة الدراسة الجامعية ، على طيار يهودي نمساوي شاب ..تزوجته بعد أن ارتدت عن دينها ، الإسلام ، وقطعت كل حبل تواصل مع عائلتها وما لبثت أن صارت جاسوسة إخترقت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ودخلت مكاتب كبار قادة المقاومة الفلسطينية .. إسمها (آني بيراد) ومن قبل كان اسمها ( أمينة داوود المفتي ).

كان ( أدولف تولكاتشوف ) مهندسا إلكترونيا في المعهد العلمي السوفياتي الذي يتولى تصميم الرادارات والأجهزة الإلكترونية الدقيقة التي تجهّز الطائرات الحربية .. وفجأة ، سعى إلى الإتصال برجال المخابرات المركزية الأمريكية في موسكو ولما تسنى له ذلك ، عرض التجسس لحساب أمريكا وتقديم معلومات عن صناعة الطيران ومنصات الدفاع الجوي. يوصف إلى اليوم بأنه كان أخطر جاسوس في زمن الإتحاد السوفياتي.

بعد أن خسر معركته مع (جوزيف ستالين ) ، إستقر ( ليون تروتسكي ) في مكسيكو منفيا .. كان مرشحا لخلافة ( لينين ) على رأس الإتحاد السوفياتي وصار العدو الأكبر ل( جوزيف ستالين ) الذي قرر تصفيته جسديا .. تم استقطاب شاب إسباني إسمه ( رامون ميركادير ) وأوكل إليه تنفيذ عملية الإغتيال .. تقرب إلى (تروتسكي ) وقتله في منزله .

في العام 1979 ، إحتل طلبة إيرانيون مقر السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا من كان فيها من الديبلوماسيين كرهائن . وبينما كانوا يكتسحون السفارة ، تمكن ستة ديبلوماسيين أمريكيين من الخروج .. ستتولى السفارة الكندية إيواءهم لشهرين ونصف وسط تكتم شديد .. وبتعاون أمريكي كندي ، وسيناريو وضعه خبير المخابرات المركزية الأمريكية المعروف (طوني مينديس ) سيتم إخراجهم من إيران بسلام .

جربة إعالمية جديدة تدخلك إلى عالم الجاسوسية. تجربة بقلم وصوت عبد الصادق بنعيسى تسافر بك إلى عوالم خطرة غير مكشوفة. "وجوه من الظل" محتوى يحكي عن الجواسيس .بكل تشويق

في ربيع العام اثنين وأربعين تسعمائة وألف ، في ( براغ ) ، نفذت عملية اغتيال غير مسبوقة .. كان القتيل فيها أ‘لى المسؤولين النازيين مرتبة .. كان (راينهارد هيدريش) ، المسؤول عن عمليات قمع واسعة النطاق في تشيكوسلوفاكيا وكان المسؤول عن الإغتيالات وكان من مهندسي المحرقة وعمليات ألإبادة .. أرادت المخابرات التشيكوسلوفاكية أن تجعل من اغتياله رسالة مقاومة للإحتلال النازي.