في هذه الحلقة سيكون الروائيُّ البرتغالي جوزيه ساراماغو صاحبُ روايةِ العمى، وكلُّ الأسماء وانقطاعاتُ الموت، وغيرهِا من الأعمالِ العالمية والفريدة هو موضوعُ حلقتنا.
وُلدَ ساراماغو عام 1922 في قريةٍ صغيرة وسْطَ البرتغال، لأبوين أميين وفلاحين فقيرين، لا يملُكان أرضا ويعملان بالفِلاحة في حقولِ الآخرين.
كان تلميذا جيدا، لكنّ قِلّةَ ذاتِ اليدِ أجبرتهُ وهو في الثانيةِ عشرةَ من عمرِهِ، أن يتركَ المدرسةَ ويتعلمَ الميكانيكا وصُنعَ الأقفال، ثم انتقلَ للعملِ بعد ذلك في دورِ النشرِ والصحافةِ والترجمة.
كتبَ عملَه الأولَ (أرضُ الخطيئة) عام 1947، وحين أنهى عملَه الثاني (المَنْوَر) لم يجدْ ناشرا. لذلك توقفَ عن الكتابةِ عشرين عاما. نشرَ بعدَها ديوانَ شِعر، وبعدَ ذلك بعشْرِ سنواتٍ أخرى قرّرَ أنْ يتفرغَ للكتابة. تبدو مسيرتُه مختلفةً ومثيرة، خصوصا إذا عرفنا أنّ شهرَتَه لم تبلغْ الآفاقَ إلا بعدَ أن بلغَ الستينَ من عمرِهِ.
لساراماغو نظرتُه الخاصةُ تجاهَ الحياةِ، والدينِ، والديمقراطيةِ والدولةِ الحديثة، وإذا تأملنا نظرتَه تجاهَ التشاؤمِ والتفاؤلِ سنجدُها مثيرةً جدا، يقولُ في حواره مع الصُحُفية اللُبنانية جمانة حدّاد: "يقولون لي دائما: يا لك من إنسانٍ متشائم يا جوزيه ساراماغو، فأجيبهم: لا، بل هو عالمنا مشؤوم. في أي حال أرى أن التشاؤمَ هو فرصةُ خلاصِنا الوحيدة، وأنّ التفاؤلَ شكلٌ من أشكالِ الغباء. أنْ يتفاءلَ المرءُ في أوقاتِ كهذه, ينمُّ إمّا عن انعدامِ أيِّ إحساسٍ أو عن بلاهةٍ فظيعة".
التشاؤمُ في رأيهِ هو ما يدفعُك للتدخلِ في تغييرِ العالم، وحين تعجزُ عن تغييرِه، فستشير إليه بإصبعِك وتقول "انظروا، هذا سيء! وسيقولون عنك متشائم."
في هذه الحلقة سنتعرف على أدوات ساراماغو وعلى حيله الفنية في عدد من أعماله، يهمنا معرفة رأيك، وتقييمك للبودكاست على APPLE PODCAST، كما تسعدنا اقتراحاتكم على
[email protected].
هذا البرنامج فكرة وتنفيذ كولاج Collage.sa، وبدعم من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي بالظهران إثراء.